الاسس الصحيحة لتربية الابناء تربية سوية
الاسس الصحيحة لتربية الابناء
ولان الطفل يولد على الفطرة و يكون كالصفحة البيضاء نكتب فيها ما نريد ،فان كانت التربية سليمة و صحيحة فان الطفل سيكون مهيئا و معدا ليبدا حياته بالشكل الصحيح و يكون مسؤولا صالحا عن نفسه و مجتمعه .
وبسبب اختلاف مفهوم التربية من شخص لاخر، يخطىء بعض الاباء في تربية اطفالهم تربية سليمة ،اما بسبب جهلهم لقواعد التربية السليمة ،او اتباع الاساليب الاجتماعية الشائعة ، فيلجا بعضهم للاسف للصراخ و الضرب و اللوم و القسوة، ظنا منهم انها افضل الطرق لتربية اطفالهم ،لكن في الحقيقة هم يدمرون اطفالهم بيديهم ،فالقسوة و الضرب يعرضان الطفل لمشاكل نفسية و اجتماعية لا حصر لها قد ترافقه طول حياته و تعيق مسار نجاحاته و سعادته.
في هذا المقال سنلخص اهم الاسس في تربية ابنائنا تربية سليمة .
اسس التربية السليمة :
اهمية السنوات الاولى من الحياة :
للسنوات الاولى من حياة الطفل اهمية كبيرة في حياته ،حيث يولد صفحة بيضاء قابلة لان يكتب فيها الاباء ما يريدانه ،من غرس للقيم و زرع لبذور شخصية الطفل و امداده بالحب و الحنان و الامان ،وغيرها من الاسس الصحيحة لبناء جيل ناجح و مسؤول و صالح ،
فاذا اراد الوالدان ترسيخ القيم و المبادئ و تنمية حب الطفل للخير و تعليمه المسؤولية،عليهم ان يبدؤو من اول يوم للطفل في هذه الحياة ،فنجاح تربية الاطفال يكون عاليا جدا اذا كان في سن صغيرة جدا كسنوات الطفل الولى ، فالتربية من الصغر كالنقش على الحجر ،
و خطوة صغيرة بخطوة صغيرة اخرى تكونوا ايها الاباء تنقشون على الحجر ،و تربون اطفالكم على اسس صحيحة لا تمحى .
غرس القيم :
يجب على الوالدين تعريف الطفل بربه و اشعاره بعظمته و رهبته و تلقينه اسمائه الحسنى و معانيها ،و حث الطفل على حب الخير و اتباع تعاليم ديننا الحنيف و تلقينه اياه بطريقة صحيحة و بسيطة و غير معقدة تناسب عمره و حثه على اتباع سنة الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم ، و تربيته على الاخلاق الحميدة و الاداب العامة ،و كذا تعويده على اداء الصلوات الخمسة و تشجيعه عليها كما يجب تعليمه حب الوطن .
الحنان و الاهتمام :
اهم ما يحتاجه الطفل الحنان و الاحتواء والاهتمام،و على الوالدين ان يقدما له كل مايحتاجه من حب و حنان ،ويحتويانه بالعاطفة و يشعرانه بالامان ،عانق طفلك و امسح على راسه و ضمه اليك ,فالكثير من السلوكيات الخاطئة عند الاطفال سببها الاصلي اهمال الوالدين للطفل من هذا الجانب ،
ففقدان الطفل للحب و الشعور بالامان يؤديان لمشاكل نفسية كضعف الثقة بالنفس و اضطرابات في الشخصية ، و سلوكيات سيئة كالكذب، و مشاكل اجتماعية كنقص في التفاعل الاجتماعي و الانطواء ،لذا على الوالدين ان يقدما كل مايستطيعانه من حنان اهتمام، كي لايؤثر على شخصية الطفل مستقبلا و كي لا يبحث عنه في مكان اخر .
الحوار :
يلعب الحوار مع الطفل دورا كبيرا في صقل شخصيته و تقويتها ،فهو يعلمه تقبل الاخرين و الانصات لارائهم و تقبل اختلافاتهم ،كما يعلمه فن الاستماع و يجنبه التشدد و التعصب لرايه و شخصه ،كما يعلمه الحوار التعبير عن نفسه و الافصاح عن مكنوناته , فاذا عودت الطفل على اسلوب الحوار و النقاش ،فانه سيفصح لك عن مشاعره و مكنوناته و سيعتبرك صديقه المفضل و الامين على اسراره و دواخل نفسه ،و كم من اب يحلم بان يمتلك هذه الميزة الخاصة، و يعرف ابنه حق المعرفة ،
لذا تجنب كبت افكار ابنك و دفن مشاعره و لا تعطه القدوة السيئة بالتعصب لرايك و بعدم تقبلك لارائه و افكاره ،كن لينا معه و لا تقابل ارائه بالعناد ،فانه لن يقبل رايك هو الاخر لانك لم تتقبل رايه ،بل قابله بالرفق واللين و التفهم و سيقتدي بك ويتعلم احترام الاخرين كيفما كانوا .
المساواة والعدل بين الابناء:
عامل ابنائك بعدل ومساواة ،ولا تفضل احدا عن الاخرين ،فان تفضيل طفل على الاخر له اثر بالغ في نفس الطفل فيشعره بالدونية و عدم الاهمية ،مايؤدي لضعف الثقة بالنفس و ضعف علاقة الطفل بوالديه ،
كما يجب الحرص على معاملة البنات نفس معاملة الاولاد وعدم التفريق بينهم ،ليترعروا في محيط مستقر يجنبهم التعقيدات النفسية .
تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه :
ان تعليم الطفل المسؤولية والاعتماد على النفس امر بالغ الاهمية، فتحمل المسؤولية ينمي شخصية الطفل و يعطيه القدرة على مواجهة تقلبات الحياة و تحدياتها عندما يكبر ،
و بتحمل المسؤولية يتعلم الطفل الاستقلالية و القدرة على حل مشاكله بنفسه و بذلك تتقوى شخصيته و تكبر ثقته بنفسه .
احترام الطفل :
لان الاسرة هي النواة الاولى والاساسية في تربية الطفل ،لا بد ان يتعلم فيها الاحترام ،و الوالدان لهما الدور الكبير في تعليمه احترام الاخرين عن طريق احترام الوالدين للطفل نفسه و تقبل توجهاتك الفكرية و ارائه ،
فحتى لو كان الطفل ابنك لكنه شخص له كيان خاص به و سيصبح رجلا في المستقبل له كيانه و استقلاليته ،لذا على الاباء احترام ابنائهم و تفهم اختياراتهم و محاولة تقويمهم فقط ان كانوا مخطئين وليس اذا كانو لا يوافقونهم في الراي و التوجهات في الحياة ،
باختصار احترم طفلك و اعطه الحرية في اتخاذ قراراته و تقبل افكاره و لا تتعصب لنفسك و شخصك ،فاحترام الاخر يبدا من العائلة و من الصغر لكي ينمو الطفل بصورة سليمة و يكون شخصا يحترم الاخرين مستقبلا و يتقبل اختلافاتهم و تناقضاتهم .
مكافئة السلوك الحسن :
اذا قام طفلك بسلوك حسن وان كان بسيطا جدا فكافئه و شجعه عليه و قدر مجهوداته الحسنة ، فبذلك انت تنمي شخصيته وتعزز ثقته بنفسه و تحثه على احسان التصرف دوما , و بذلك تحسن سلوكه اكثر فاكثر .
توعية الطفل :
في وقت كثر فيه استغلال الطفل نفسيا و جسديا ،وجب على الاباء توعية ابنائهم جنسيا و فكريا ،لحمايتهم من اخطار جمة ،كالتحرشات و الاعتداءات الجنسية ،و المفاهيم الخاطئة كالتعصب و العنف ،و توعيتهم باخطار المخدرات و يجب كذلك ان نثقفهم جنسيا و نعلم الطفل ان جسمه يخصه وحده ،و لا يجوز لاي شخص اتنهاك حرمته ،كما يجب على الوالدين عدم التهرب من اسئلة الطفلة المحرجة بل يتوجب عليهما الاجابة عنها بذكاء ،فالتهرب من الاجابة يدفع الطفل بدافع الفضول للبحث عن الجواب من مصادر اخرى قد تكون خاطئة .
اتباع الاسلوب المتوازن في التربية :
هناك 3 اساليب تربوية متباينة، الاسلوب الاول ،اسلوب عنيف يتسم بتجريح الطفل و القسوة عليه و هو اسلوب يجب ان ينقرض بصراحة،و لا يجدر حتى ان نسميه اسلوبا في التربية لانه اسلوب ظالم للطفل و لا يمت للانسانية بصلة و يسبب للطفل امراضا و افات نفسية لا حصر لها ،و يحرمه من ابسط حقوقه ،
و النوع الثاني هو الدلال الزائد وهو اسلوب خاطئ كذلك ويؤدي لنتائج عكسية تماما ،يتسم هذا الاسلوب بتلبية طلبات الابناء دون نقاش و تركهم يفعلون مايشاؤون ولو كانو مخطئين ،كما يتسم باللين المفرط في التعامل ، و تعطينا هذه التربية المدللة طفلا فوضويا وغير منظم و جاهز لاخذ مايريد حتى دون وجه حق ،واذا ما قوبل مستقبلا بالرفض فانه سيصدم من الواقع و يكون شخصية ضعيفة لا تعتمد على نفسها ولا تتقبل الرفض .
والاسلوب الثالث هو اسلوب التربية المتوازنة وهو الاسلوب المثالي للتربية،يكفل للطفل حقوقه و يعطيه الحب و الاحترام ،و يعتمد الاسلوب المتزن في التربية على الحنان و الحزم معا ، و في بعض الاحيان التجاهل .اذن هو اسلوب يوفق بين العقل والعواطف .
لا للمقارنة :
المقارنة في التربية هدامة للطفل تشعره بانه ليس جيدا كفاية و تحسسه بالفشل و النقص و الدونية كما تضعف شخصيته و تجعله يحس حتى بالحقد تجاه الاشخاص الذين قورن بهم ،
المقارنة تكون مسموحة في حالة واحدة ،وهي مقارنة الطفل بنفسه ،مثلا ان تقول له :لقد اعجبتني البارحة حينما صليت صلاتك في وقتها ،وهذه هي المقارنة الايجابية فبها انت تذكر الطفل بشيء جيد قام به و تشجعه على تكراره ،و تقدم له دليلا انه يستطيع فعل الاحسن دوما ان عزم على ذلك ،
مقارنة الطفل بنفسه تبني شخصيته و تقوي ثقته بنفسه و بما يستطيع انجازه ،كما تعطيه دفعا للامام ليكون افضل .
اللعب مع ابنائك :
اللعب من اهم الاشياء عند الطفل و اقربها لقلبه ،اذا اردت كسب حب طفلك اكثر بكثير العب معه .
كن كالطفل بين ابنائك و شاركهم هواياتهم و العابهم المسلية.
بلعبك مع ابنائك انت تعلمهم المشاركة و اللعب الجماعي و التعاون و تساعدهم على العيش كعائلة تتقاسم كل شيء و بذلك تقربهم اكثر منك ،دون ان ننسى طبعا السعادة الغامرة التي ستزرعها في وجوههم و قلوبهم و انت تشاركهم بما يحبونه و يتسلون به ،
العب مع اطفالك العابا تربوية و هادفة من حين لاخر لتوصل لاطفالك العبرة و القدوة بشكل غير مباشر و هكذا يتعلموا و يمرحوا في نفس الوقت .
الصبر على اطفالنا :
يولد الطفل وهو لا يعرف اي شيء من هذه الحياة الدنيا ، و يتوجب على الوالدين تعليمه المبادئ الاساسية في الحياة كاللغة و الدين و احسان التصرف و احترام الاداب العامة ، و ذلك يكون بالصبر عليه و مرافقته خطوة خطوة و مراعاة جهله بابسط الاشياء في هذا العالم الجديد كليا عليه .
الصبر و طول البال هما سر من اسرار النجاح في تربية الاطفال .
الوقوف بجانب الطفل ان اخطا :
الطفل انسان يمكن ان يخطا و يصيب ، و حتى الاطفال الذين تربوا تربية سليمة يمكن ان يخيبوا الامال في مرحلة من حياتهم ، لكن هذا لايعني انهم قد ضلوا عن الطريق، فقط على الوالدين الوقوف بجانب الطفل و مساعدته على اصلاح خطئه والتعلم منه مستقبلا ،بدل الصراخ عليه و لومه على خطئه ، احرص ان تبين لطفلك ان مامضى قد مضى ، و انك ستكون بجانبه دوما ،
حثه على عدم تكرار الخطا مرة اخرى ،و تذكر انك اذا قسوت عليه و ابتعدت عنه فسيضل طريقه اكثر واكثر و سيكون ذلك السبب في ضياعه .
ذات صلة
تعليقات
إرسال تعليق
أعطنا رأيك